حكم قراءة الفاتحة للميت










موضوع الفتوى : حكم قراءة الفاتحة للميت
رقم الفتوى : 20
تاريخ الإضافة : الاثنين 7 رمضان
 1423 هـ الموافق 11 نوفمبر 2002 م
جهة الفتوى : من فتاوى سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز المفتي العام السابق بالسعودية.
مرجع الفتوى : [مجلة البحوث الإسلامية - العدد رقم: 28- صفحة: 108 ] .
  السؤال:



ما حكم قراءة الفاتحة للميت، وذبح المواشي ودفع الفلوس إلى أهل الميت؟

  الجواب :



التقرب إلى الأموات بالذبائح،
أو بالفلوس، أو بالنذور وغير ذلك من العبادات كطلب الشفاء منهم، أو الغوث،
أو المدد شرك أكبر لا يجوز لأحد فعله؛ لأن الشرك أعظم الذنوب وأكبر
الجرائم لقول الله -عز وجل-:
إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ ...
ولقوله -سبحانه-:
إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ
. وقوله -تعالى-:
وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
. الآيات في هذا المعنى كثيرة.



فالواجب إخلاص العبادة لله وحده، سواء كانت ذبحًا، أو نذرًا، أو دعاء، أو
صلاة، أو صومًا، أو غير ذلك من العبادات، ومن ذلك التقرب إلى أصحاب القبور
بالنذور، أو بالطعام، للآيات السابقة ولقوله -سبحانه-:
قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ *
لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ

.



أما إهداء الفاتحة أو غيرها من القرآن إلى الأموات، فليس عليه دليل،
فالواجب تركه لأنه لم ينقل عن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا عن أصحابه-
رضي الله عنهم- ما يدل على ذلك.


لكن يشرع الدعاء لأموات
المسلمين، والصدقة عنهم، وذلك بالإحسان إلى الفقراء والمساكين، يتقرب
العبد بذلك إلى الله- سبحانه - ويسأله أن يجعل ثواب ذلك لأبيه، أو أمه من
الأموات، أو الأحياء لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)
.


ولأنه ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- أن رجلا قال له: يا رسول الله: إن أمي ماتت، ولم توص، وأظنها لو تكلمت لتصدقت، أفلها أجر إن تصدقت عنها؟ ( قال: نعم) .
متفق على صحته.


وهكذا الحج عن الميت والعمرة عنه وقضاء دينه، كل ذلك ينفعه حسب ما ورد فى الأدلة الشرعية.



أما إن كان السائل يقصد الإحسان إلى أهل الميت، والصدقة بالنقود والذبائح،
فهذا لا بأس به إذا كانوا فقراء، والأفضل أن يصنع الجيران والأقارب الطعام
في بيوتهم، ثم يهدوه إلى أهل الميت؛ لأنه ثبت عن النبي -صلى الله عليه
وسلم- أنه لما بلغه موت ابن عمه جعفر بن أبي طالب في غزوة مؤتة، أمر أهله أن يصنعوا لأهل جعفر طعامًا، وقال: لأنه قد أتاهم ما يشغلهم
.



وأما كون أهل الميت يصنعون طعامًا للناس من أجل الميت، فهذا لا يجوز، وهو
من عمل الجاهلية، سواء كان ذلك يوم الموت، أو في اليوم الرابع، أو العاشر،
أو على رأس السنة كل ذلك لا يجوز لما ثبت عن جرير بن عبد الله البجلي -رضي
الله عنه- أحد أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: كنا نعد الاجتماع إلى أهل الميت، وصنعة الطعام بعد الدفن من النياحة
.



أما إن نزل بأهل الميت ضيوف -زمن العزاء- فلا بأس أن يصنعوا لهم الطعام من
أجل الضيافة، كما أنه لا حرج على أهل الميت، أن يدعوا من شاؤوا من الجيران
والأقارب؛ ليتناولوا معهم ما أهدي لهم من الطعام. والله ولي التوفيق.

















تاريخ الاضافة: 07-12-2009
طباعة